عزازيل
روايات
هي رواية من روايات الكاتب يوسف زيدان و التي استطاع فيها الكتابة بشكل مبهر عن حقبة زمنية غير مذكورة و غير متداولة في عالم الروايات أي و هي حقبة القرن الخامس الميلادي .
تدور احداث الرواية بين مصر و سوريا أثناء تبني الإمبراطورية الرومانية للمسيحية و التى هى في الاساس محور الرواية .
كانت تلك الفترة هي الفترة الذهبية للصراعات الدينية من حيث المذاهب داخليا و من حيث الوثنية عامة خارجيا.
عزازيل استطاعت ان تثير الجدل بشكل كبير و على نطاق واسع حيث تناولت الخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة و العديد من المواقف التي قد تكون جديدة على البعض .
وصل الكاتب يوسف زيدان الي قمة هرم الابداع حيث استطاع خلط احداث تاريخية حقيقية الي حبكته بشكل انسياقي لم يسبق له مثيل , يصل الى حد دفع القارئ لعمل الأبحاث في كل موقف من مواقف الرواية.
حيث شدد الكاتب مسبقا أن كل الوقائع و الشخصيات الواردة في الرواية عدا "الراهب هيبا و المرأتين مرتا و اوكتافيا" هي وقائع فعلية و شخصيات حقيقية و قال : " كان التحدي الإبداعي في الرواية هو كيف أحرك الأحداث دون أن أخالف أي واقعة فعلية أو شخصية تاريخية ".
دائما ما يقال ان الاعمال المثيرة للجدل تعد من الاعمال المهمة لتسلط الضوء عليها او ان الشخص الناجح هو الذي لديه أعداء. في الحقيقة كانت هذه هي حالة رواية عزازيل و منها ظهر يوسف زيدان ليؤكد بعض الحقائق و يضع حدا.
حيث أكد ان رواية عزازيل لا ينبغي النظر إليها من زاوية غير زاوية الإبداع الأدبي. كما أن تلك الاحداث هي جزء من أهم أجزاء تراثنا المشترك. و قال : "الرواية دعوة للاهتمام بالإنسان المختفي بين الصراعات المذهبية، وتؤكد أن العنف لا يرتبط بالضرورة بدين أو مذهب معين، وإنما يرتبط بأشخاص محددين توهموا أنهم من حقهم قتل الآخرين باسم الحق الإلهي".
حازت الرواية على العديد من الجوائز لما بها من إبداع . فازت الرواية بالجائزة العالمية للرواية العربية كأفضل رواية عربية 2009 .
كما نالت الرواية استحسانا كبيرا من قبل النقاد والقراء العرب وشهدت أسواق
الكتب بمصر إقبالا شديدا علي نسخ الرواية و منها :
المطران يوحنا جريجوريوس :
يوسف زيدان هو أول روائي مسلم، يكتب عن اللاهوت المسيحي بشكل روائي عميق. وهو أول مسلم، يُحاول أن يعطي حلولا لمشكلات كنسية كُبرى.. إن يوسف زيدان اقتحم حياة الأديرة، ورسم بريشة راهب أحداثًا كنسية حدثت بالفعل، وكان لها أثر عظيم في تاريخ الكنيسة القبطية.
د. جابر عصفور :
لو قرأنا هذه الرواية قراءة حقيقية، لأدركنا سمو أهدافها ونبل غاياتها الأخلاقية والروحية التي هي تأكيد لقيم التسامح وتقبل الآخر، واحترام حق الاختلاف، ورفض مبدأ العنف. ولغة الرواية لغة شعرية، تترجع في أصداء المناجاة الصوفية، خصوصًا حين نقرأ مناجاة هيبا لربه.
سامي خشبة :
هذه الرواية عمل مبدع وخطير؛ مبدع لما يحتويه من مناطق حوارية إنسانية، مكتوبة بحساسية مرهفة تمتزج فيها العاطفة بالمتعة، وخطير لأنه يتضمن دراسة في نشأة وتطور الصراع المذهبي بين الطوائف المسيحية في المشرق.. إن يوسف زيدان يتميز بالموهبتين، موهبة المبدع وموهبة الباحث؛ وكثيرًا ما تتداخل الموهبتان. في هذا العمل تصنف عزازيل على انها تحليل زمني و نصي اي العالم النصى التفكيري الذي يلجأ القارئ لدلالته التفكيرية قاصدا التفسير. و السرد في تلك الرواية ساعد كثيرا على تقديم الحبكة التي احتوت على العديد من الافكار الفكرية المتنقلة عبر الازمان.
لذلك هي من افضل الروايات الفكرية التي دمجت بين النص الفكري و الحقيقة المؤرخة و التي قد تكون مجهولة لدى البعض مما ادي الي دفع القارئ للاهتمام بهذا النوع من النصوص و العلم و التاريخ بل و البحث و التحقق من صحته.